لامني الناسُ في حبي

لامني الناسُ في حبي أيا لـومُ فمـا ذنبي

ولـوم الناس ارقنـي وأرهقـني به قلبي

ويُشعلً لومهم شوقي وإصراري على دربي

يـريدُ لائمي قصوي فيزيد لـومه قربـي

ويعـتبني بهـجوته بمـاذا يفيده عتبى

ويملئني الهوى حباً به امضي على دربي

بمـيمنـةٍ ومـيسرةٍ وانشـده بلا عـيب

هـو الحـبُ به أحيا مـذ حــيا به قلبي

هـو الحـبُ به أبقى بلا كـدرٍ ولا ريـب

هـو روحـي به ودي هـو أملـي هو طبي

هو الأنـغام اسمـعها تعيدُ شبابي من شيب

هـو الأوتار اعـزفها واشهدُ مرقصُ السرب

تغازلنـي حـمامـات على الأنـغام والطرب

وتُسمـعيني روايـات لها في الشوق كاللهب

فـيا لائمـي مـهـلاً بقلـب الهائم الصب

الحـب أضـحى إكسيرا لـه صـنائع العـجب

فـلا تمضـي له ضـداً وقـدر حـيرة اللـــب

ولا تغـدوا لــه قيـداً فتكـوى جمـره اللـهب

أيــا لائمــي هيا اريـك صـنائع الــحب

قلــب مرة بصـرك فـحولك واســعٌ رحـب

فالكـون صـار معموراً بسر صـنائع الــحب

في الـبدء كـان مـنفرداً ابـانا بشا سـع الـترب

فـلا شـام ولا مــضر ولا عــجم ولا عـرب

فانشـا المـولى له انساً ومـحبوباً الى القلــب

فكـانت خـير مكرمةٍ على الاصـناف والـضرب

وصـرنا بعـدها اممـاً وامـصاراً لمــنتسب

وصـار الـحبُ امـزجةِ ومنـها صـانع الكـرب

زليـخا رغـم عــزتها اناخـت للهـوى الركـب

وقـيسٌ رغـم حنكــته يـحار لبـه النــجب

ويمضــي الـحب سـلطانٌ لكـل بـادٍ ومحتجب

وانـت تـبثتي لومـك وتحـميني مـن اللـهب

كأنـك لـست إنسـان ومـخلوق من العــجب

كـأنك أنت نــيرانٌ ونـحن خـلـقة الـحطب

كأنــك مـنه معصوماً ونـحن فـيه مـن تعب

أيـا لائـمي مــهلاً فانـت عــنه لم تـغب

انــت اليـه في عوز وياتــيك مـن الطلـب

لـو ذقـت رضـب كوثره لصـرت تعـشق اللهـب

ممآ رآق لــــــــي